حبات عنب
حبات عنب ،،
بقلم : زهرة الخالدي
بكم تبيع كيلو العنب يا عم؟ .. لم تتلق ردا على الرغم من تكرارها السؤال لأكثر من مرة.. بدا مشدوها وهو يطالع وجهها ارتعبت قليلا وفكرت في التراجع ولكن شعوراً بالأمان غمرها، جعلها تبتسم وهي تعيد السؤال بلطف وللمرة الرابعة. رد عليها بدون مقابل.. بدون مقابل. فقط استمعي لأغنية انا لك على طول.. استغربت الفتاة يا له من سعر غريب، هزت كتفيها ابتعدت لتلتحق برفيقاتها العائدات من المدرسة التي التحقت فيها مؤخرا. ناداها خذي يا ابنتي العنقود، لا اطالبك باي ثمن ولا حتى سماع الأغنية التفتت وأخذته ضاحكة وهمست : سأستمع إليها بعدد حبات العنقود، وداعا.
عادت إلى البيت مبهورة الأنفاس بعد أن ودعت رفيقاتها فقد حثت السير خوفا من أن تقلق عليها والدتها، لا سيما وأنهم قد رجعوا قريبا إلى مدينتهم هذه، بعد الظروف التي عصفت بالبلاد، ما إن دخلت البيت ودون ان تستريح اخذت تقص على أمها حكاية الرجل صاحب العنب، لم تكمل حكايتها معها ونسيت ان تخبرها عن الثمن الذي كان يريده.. لم تلاحظ الارتباك الذي بدا على حركات الام، لكنها لاحظت دمعة حاولت مداراتها توقعت أنها تبكي والدها الذي ألتهمته إحدى المفخخات، حاولت أن تبعث السرور بقلبها فقالت الا تتناولي بعض حبات العنب يا أمي ؟ ابتسمت بوجهها وقالت نعم سأفعل، تناولت حبة وذهبت إلى المطبخ وهي تدندن بأغنية إنا لك على طول خليك ليه..