تدوير المدربين ومزاجية الاندية
جريدة ان سبورت – هشام الدلفي
معروف على نطاق دوريات كرة القدم في العالم ان إقالة واستقالة المدريين تعد من بين أبرز وأسخن حلقات منظومة العمل في مجال «الساحرة المستديرة»، لكن أن يصل الإجمالي إلى 16 او 17 إقالة واستقالة للمدربين ، كما يحصل في الدوري العراقي الممتاز لموسم 2022-2023، فإن ذلك دليل واضح على وجود أزمة أقرب إلى أن توصف بـ«مقصلة» مدربين!
وتعد هذه بوابة الهروب اللافت في ملف إقالة واستقالة المدربين في فرق كرة القدم في مختلف دول العالم، ومنها العراق، أن النتائج السلبية والأداء غير المرضي لفريق ما، غالباً، «إن لم يكن دائماً» ما تعلق برقبة المدرب، وبما جعل منه «شماعة» لتبرير عثرات وهفوات وأخطاء إدارية موجودة فعلياً في منظومة العمل في مختلف الأندية، وبوابة لـ«الهروب» من ضغط الجماهير، ونقد الإعلام الرياضي.
وقد تكرر هذا المسلسل النادر أن يتكرر عرضه، على الأقل مقارنة مع دوريات دول المنطقة المحيطة بالعراق، نقول إننا قد تجاوزنا الكثير من بلدان المنطقة ، فهذه ردة فعل تلفت إلى أن أندية كرة القدم العراقية تعيش فعلياً أزمة حقيقية في مجال العلاقة مع مدربي فرقها الأولى، مشدداً على أن غالبية الإقالات والاستقالات لمدربي فرق الدوري العراقي الممتاز للموسم الجاري جاءت كردة فعل من إدارات الأندية تجاه تردي النتائج وتراجع مستوى الأداء العام خلال مباريات البطولة، وبأن الظاهرة باتت بحاجة إلى وقفة معالجة جذرية في ظل وصول العدد إلى 18 مدرباً مقالاً ومستقيلاً.
اما في موضوع تدوير المدربين فنناشد الاتحاد العراقي ولجنة المسابقات بضرورة أن يكون لها رأي صريح، وموقف عملي إزاء سياسة إدارات تلك الأندية في إهدار المال العام نتيجة التسرع سواء عند التعاقد مع مدرب تثبت الأيام أنه ليس الخيار الأفضل لقيادة الفريق، أو عند الإقالة والاستقالة بعد تردي النتائج، مطالباً اتحاد كرة القدم العراقي بضرورة وضع لوائح عامة تضبط عملية التعاقدات مع المدربين، وتمنع عمليات تدوير المدربين بين الأندية في مشهد لا يفضي إلى تطور كرة القدم العراقية.
ولكن مزاجية الإدارات بعد الاستقالات توصف استقالة وإقالة المدربين في الدوري العراقي الممتاز للموسم الجاري بـ «الظاهرة» السلبية، وانها «تدار» بمزاجية إدارات الأندية، وتضع شرطاً جزائياً في تعاقداته مع الأندية لقناعته بعدم الاستمرار مع مَن لا يريده، بعد النتائج السلبية، وسوء الحظ.