•الاء عبد الحي

أَيَّتُها الحَسْناء لا تقفي أَمام المرآة

سَيسْقطُ وَجْهكِ وَتتَمدَّد المَرايا في السَماء

الكون مصَّاصَة بأَفْواه الأَطفال

جَسَدكِ لوحَة مُتقّنة يُراوغها طائر الفينيق

لكي يبني عشَّه فوق شلَّال شَعْركِ المُتَموَّج

وَبركانكِ الشَبق يَجْلده لكَي لا يخْمد

حاولي السَيْر عارية في الطرقات

لا تهابي صَفير الريح والبسي المُدن كالأَقراط في أذنيكِ سَتذوب الموسيقى مِن لَحْن أَنفاسكِ

أطوي الكون طَيَّاً بخلخالكِ

وانثري في طرقات اليأَس عطركِ المُعتَّق

لا تهابي المنافي الباردة

ولا ثلَّاجات المَوتى، ولا القبور الموْحشة

الظَلام، الظلام

يَهْربُ مِن النساء ذَوات القلوب المَطَّاطيَّة

والفروج المنتوفة أَمام صَعْلَكة الشخير

تَغْدو الأَسرَّة نعوشاً خَشَبيَّة حيْن تُصاب بالأَزيز

في مَحْكَمة الجنس، يَغْوي الطائر وَيثْقب السُفن

فَتغْرق في بَحْر اللذَّة

آيات الربّ لا تَحْمي الغَرقى آنَ يصعقهم الموت

وَفي السَماء يَطوفون كَغَيْمةٍ عَقيْمَةٍ

تَبكي عند مَخاض المَطر

أَيَّها الغَرْقى، ما أَجْمَل الغَرق في جَسَدِ حَسْناءٍ تَتنهَّد فقَّاعات

حَيْثُ العُبور نَحْو الأعماق مِن دون أَلَمٍ

أَشْرعة السُفن بَريد السَماء، والصَواري تُرْفَعُ

تَبَّاً لَكِ أَيَّتها الحَسْناء

أَغْواني غناءك وها أَنا أَغْرَقُ في بَحْركِ

أَيُّها الَبشَرالمجانين

السَماء بلاسْتيْكيَّة والريح دُخان لا مَرئي

عندما يَتَعكَّر مزاج السَماء. تَسْعلُ فَتَخْنقكم

على صَدْر تَلك الحَسْناء

تَنامُ الجبال مثْل قباب شَبقة وَتقفُ

شاخصة، حين يَلْهو بها طائر الفينيق

ذلك الغَريب يَهوى المَنافي وَالمَجرَّات البَعيدة

يَهْوى الجبال الجَليديَّة وَالثلوج

وَالأَكْواخ الخَشَبيَّة وَالأَشْجار العارية

ذلك البَعيد يَهْوى ما بَيْن أَفْخاذي

يَسْتَحمّ في عطري, كُلّ صَباح

تُلاحقه الأَزقَّة وَالبحار

يَنْكَمشُ الكَون في فَمي

آهات وصرخات. وَليْمَة الرَعْشة

كَم صَرَخْتُ في حضْنكَ أَيُّها الشَقيّ

حَيْثُ ذابَت المُدن العالقة بأقراطي، مِن لَعْقة فَمَك

وأَنْتَ الصعلوك. تَسْرق قَلبي وَتَعْشق المَنافي

أَنتَ تَعْبث بعشْقنا وَتجْلدك الريح

تَحْت مَعْطفك المُمزَّق أَئن أَنا وعندما

قبَّلْتني، تَقَطَّعَت أَنفاسي

فَقصَصْتُ أَجْنحتكَ وَهَربْتُ الى مرآتي

أَصفَعُ وَجْهكَ أَمام المرآة وأَنتَ تَنام في تلالٍ

حادَّةٍ

ساعي بَريْدك الغراب، يَسرق الصورَة مِن فَضاء الكتروني

وَأَنتَ سَقطَّتَ في فَضائي

مِن دون عطر

مِن دون قَلب

وَأَنا الحَسْناء بقلَبٍ مَطَّاطيٍّ، لا يَهْوى هَوامش الرجال

أَتَمدَّدُ كلّما يَضيق الفَضاء، وَكلّ الطيور تَفْقه لغتي

إِلّا أَنت الطائر الغاوي، العاري مِن دون أَجْنحة

تَدقّ أَجْراس مَعبدي وَتزْهَد في عطْري

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *