شجرة النارنج ،،
بقلم الكاتبة :
“شاناز عبدالرحمن عبدالله”
يأخذني الحنين كلما رأيت البيوت القديمة تملأها البهجة والروح والسكينة ..
وخلف أسوار تلك البيوت أسرارٌ وحكايات وأناسٌ أرهقتهم المواجع وتعب السنين..
وأنا واحدةٌ منهم ،، إذ كانت لي حكاية مع بيتي وحديقتي وشجرة النارنج ..
كانت قصتي جميلة وحزينة في نفس الوقت ، فقد كانت لي صديقةٌ جميلة أحببتها ورعيتها لسنوات طويلة وكُنت أعتبرها جزءٌ مني ، وفي كلِ صباح مع شروق الشمس وزقزقة العصافير كانت تعطيني الامل بالحياة وتقول لي وراء كل ليلٌ مظلم لابد ان يبزغُ فجرٌ مشرق ، أسمعها وانظر اليها بعينٍ دامعة ملأها اليأس ،، كانت تصبرني وتقول لي : لاتحزني فأنا معكِ صديقتي ..
في كل فصل من فصول السنة كنت احبها اكثر بإستثناء فصل الربيع ..
كانت تبدو جميلة للغاية ، يملأها التفائل ، عطرةٌ برائحتها الفواحة كرائحة قداح النارنج…
شاءت الاقدار أن تفرقنا الحياة ، لاصبح وحيدة بغيابها ، كنت كلما أرى شجرة نارنج في أحد البيوت استذكر تلك الايام التي فقدناها ، افرح ، واحزن في نفس والوقت واعود لواقعي من جديد ..
وها انا اليوم مازلت أتمنى أن أزرع شجرة نارنج تعيد لي البهجة ، لاعتني بها واسقيها بروحي لتعيد لي السعادة التي فقدتها منذ سنين ..
تعلمتُ من قصتي بأن كلُ شئ ٍ زائل ، وأن الايام كفيلةٌ بأن ننسى ونسير في طريقنا من جديد بعد كل كبوة تواجهنا ..
شئنا أم ابينا فلا شئ يبقى كما هو عليه …
ورغم كل ذلك فان الدنيا بين هذا وذاك ، مستمرة لاتتوقف بنا او بدوننا ، فهي ثلاثة أيام: الأمس ، عشناه، ولن يعود، واليوم ، نعيشه، ولن يدوم، والغد، لا ندري أين سنكون ..