قصتي القصيرة_
اضطراب الأرض

نسرين حسين

بعد ان دب الظلام وصمت يزحف في اوساط الغرفة الصغيرة التي كانت تجمعنا بهدوء موحش اتمعن بنظرات ابي الذي غرق بنوم عميق وهو يلمس ارنبة انفه ومن ثم يسحب الغطاء بقوة اقتربت منه ثم توجهت لفتح النافذة
وشرعت للابحار في سماء باتت غريبة ومرعبة.
يا أبي هل حل الصباح أم بعد؟
حاولت عدت مرات لاستيقاضه لكن دون جدوى.حتى إذا صرخ
اغرب عني ولا تصدر صوتاً
إقتربت من النافذة ففتحت الشبابيك واشرعت للابحار في السماء التي امتلئت بأشكال ورسوم مخيفة هنالك فوق بيت جارتنا رسم شكل هندسي غريب كأنه شكل مشنقة
وفوق بيتنا رسم أيضًا وجه إنسان مشوه وهنالك أشكال لنساء عاريات صنع من ثديهن خراطيم طويله تتعلق بهن قردة..
السماء امتلئت بالرسوم والاشكال الغريبة
في تلك الجهة الاخرى كان حوت يبحر ويغوص فوق الغيوم حجمه كبير جدا تلاطم نهاية جسده بااحد الابراج فهدمهُ..
ماذا حل بالسماء …أين النجوم اين صفاء الليل
نزلت تتسابق خطواتي لأرى ما يدور في الشارع وانا أخرج من باب منزلي انكبيتُ على الارض فصار وجهي ممسوحاً بها..
انصب نظري وانا ملقي كالجدار المنهار أرضًا على خرم صغير شق يخرج منه نور خافت وصوت صفير كنها صوت الاطفاء لكنها اهدء بقليل تشتت فكري بين سماء مرعبة وارض تتشقق بمجهول لا اعلم مصدرهُ..
وقفت وانا ارتجف لا اعلم ماذا افعل واين تكون واجهتي.
هذه عمتي انها تمشي هي الاخرى بسرعة..
هرعت خلفها وانا انادي بصوت مرتفع توقفي لكنها لم تتوقف ولم تلتفت لي …
جلست على ركبتيي وشعوري لا يوصف كل الناس تسير والكل مشغول ولا احد يكلم احد والظلام حاط ارجاء المدينة التي كانت معمورة …وشقوق الارض الصغيرة تنير الطرقات بضوء خافت مصحوب بتلك الموسيقى اللعينة
استندتُ على احد الاعمدة وانا اقف رفعت رأسي للاعلى لأصب نظري على ساعة المدينة ..
انها التاسعة صباحاً..
اين الشمس؟ وأين النهار المعتاد ماذا حل بهذا الكوكب..
فزعت من جديد ورجعت الى البيت دخلت ك المجنون لأوقظ والدي الكسول من نومه سحبت الغطاء ورحت اصرخ بالالم ….
ابي كل شيء تغير واصبح أكثر رعبًا أرجوك استيقظ اني احتاجك…
نهض وهو يتثائب ويضرب كفيه على صدرهُ…
لما كل هذا الازعاج ومن تكون انت أيها الوغد ارحل من هذا المكان إني لا اعرفكَ.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *